بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ لله رَبِّ العَالمِيْنَ، الرَّحمَنِ الرَّحِيْمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ، الَّذِي فَضَّلَ أهْلَ الفِقْهِ في الدِّيْنِ، ورَفَعَ دَرَجَتَهُم في عِلِّيِّيْنَ، وجَعَلَهُم وَرَثَةَ الأنْبِيَاءِ والمُرْسَلِيْنَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على عَبْدِهِ ورَسُوْلِهِ الأمِيْنِ، وعلى آلَهِ وأصْحَابِهِ ومَنْ تَبِعَهُم بإحْسَانٍ إلى يَوْمِ الدِّيْنِ.
وبَعْدُ؛ فَهَذِهِ رِسَالَةٌ مُختَصَرَةٌ جَاءَتْ تَوْضِيْحًا لبَيَانِ حُكْمِ صَلاةِ أهْلِ الكَرَاسِي، الأمْرُ الَّذِي يَكْثُرُ السُّؤالُ عَنْهُ بَيْنَ الحِيْنِ والآخَرِ، ولاسِيَّما أنَّ الصَّلاةَ على الكَرَاسِي هَذِهِ الأيَّامَ أصْبَحَتْ ظَاهِرَةً مُنْتَشِرَةً في كَثِيْرٍ مِنْ مَسَاجِدِ المُسْلِمِيْنَ، في حِيْنَ أنَّهَا لم تَكُنْ مَعْهُوْدَةً قَبْلَ عِشْرِيْنَ سَنَةً (تَقْرِيْبًا!) بهَذِهِ الصُّوْرَةِ المُخِيْفَةِ؛ لِذَا كَانَ نَظْمُ هَذِهِ الظَّاهِرَةِ في عِقْدِ النَّوَازِلِ الفِقْهِيَّةِ أمْرًا مُهمًّا لكَوْنِهَا مِنَ المَسَائِلِ المُسْتَجَدَّةِ بَيْنَ أوْسَاطِ كَثِيرٍ مِنْ كِبَارِ السِّنِّ، وغَيْرِهِم مِنَ المَرْضَى والعَاجِزِيْنَ مِنْ أهْلِ الأعْذَارِ الشَّرعِيَّةِ.
هَذَا إذَا عَلِمْنَا أنَّ كَثِيرًا مِنَ المُسْلِمِيْنَ هَذِهِ الأيَّامَ لا يَسْتَأخِرُوْنَ للأسَفِ عَنِ الصَّلاةِ على الكَرَاسِي عِنْدَ أيِّ عُذْرٍ كَانَ، وعلى أيِّ وَضْعٍ بَانَ، فَكَانَ والحَالَةُ هَذِهِ وَاجِبًا على أهْلِ العِلمِ أنْ يَقِفُوا مَعَ هَذِهِ الصَّلاةِ بشَيءٍ مِنَ البَيَانِ والتَّصْحِيْحِ، والتَّعْلِيْمِ والتَّوْضِيْحِ، كَمَا تَقْتَضِيْهِ الأدِلَّةُ الشَّرْعِيَّةُ، والله مِنْ وَرَاءِ القَصْدِ.
فعِنْدَئِذٍ جَاءَتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ على اخْتِصَارِهَا: كَاشِفَةً ومُوَضِّحَةً لبَعْضِ أحْكَامِ صَلاةِ أهْلِ الكَرَاسِي تَحْتَ عُنْوَانِ: "تَنْبِيْهِ النَّاسِي بحُكْمِ صَلاةِ أهْلِ الكَرَاسِي"، والله المُوَفِّقُ والهَادِي إلى سَوَاءِ السَّبِيْلِ.
كَما أنَّني أدْرَجْتُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ تَحْتَ بَابَيْنِ مُهِمَّيْنِ، كَما يَلي:
البَابُ الأوَّلُ: المُقَدِّمَاتُ العَامَّةُ، والأحْكَامُ الهَامَّةُ.
البَابُ الثَّاني: أحْكَامُ صَلاةِ أهْلِ الكَرَاسِي.
والحَمْدُ لله رَبِّ العَالمِيْنَ والصَّلاةُ والسَّلامُ على عَبْدِهِ ورَسُوْلِهِ الأمِيْنِ..
وكَتَبهُ:
ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي
لليَوْمِ الأوَّلِ مِنْ شَهْرِ جُمَادَى الثَّاني لعَامِ ألفٍ وأرْبَعْمائَةٍ وثَلاثِيْنَ مِنَ الهِجْرَةِ النَّبوِيَّةِ على صَاحِبِهَا أفْضَلُ الصَّلاةِ، وأتَمُّ السَّلامِ..
(1/ 6/ 1430)